المدينة الضائعة : البتراء

لقد تعرفت على البتراء بالصدفة قبل عدة أعوام، عندما أخذت عائلتي إلى الأردن لقضاء عطلة عيد الأضحى. وعادة ما تتميز رحلاتي مع العائلة بطقس لطيف، ومنتجع رائع، وبرك سباحة، وعلاجات ورعاية، وطعام لذيذ، واسترخاء كامل. وببساطة، فلا قلق في العالم لما يحدث حول العالم. وقبل رحلتنا، طلب والدي طلبا غير متوقع. لقد سأل إذا ما كانت العائلة تستطيع التوجه إلى البتراء، وهو مكان لطالما أراد الذهاب إليه، ولكنه لم يفعل. وبعد قليل من النقاش، لاحظنا أنه لا أحد من العائلة قد ذهب مرة إلى موقع تاريخي، وأنه سيكون من الجميل لو أضفنا يوما آخر لرحلتنا وذهبنا إلى البتراء، وهذا ما فعلناه تماما.
استأجرنا سائقا خاصا وسيارة من شركة سياحة أردنية على الانترنت وانطلقنا. وبعد قيادة دامت ثلاث ساعات من منتجع البحر الميت الذي كنا فيه، وبعد بعض القصص التي رواها السائق، ومناظر الجبال القاحلة مع بعض الاستراحات على الطريق، وصلنا. وباختصار كان ذلك كل شيء تمنينا رؤيته وأكثر. دعوني إذا أشرح لماذا.
فيما يتعلق بتاريخها بايجاز، تُعرف البتراء باسم المدينة الوردية؛ ويرجع ذلك إلى ألوان الحجارة التي بنيت منها المدينة. وهي من أشهر المواقع التاريخية والأثرية، واختارتها مؤسسة اليونسكو (UNESCO) إرثا عالميا منذ عام 1985، حيث وُصفت بأنها “واحدة من أثمن الأمكنة في الارث الثقافي الانساني”. هذه المدينة القديمة التي نشـأت سنة 312 قبل الميلاد وهي عاصمة الأنباط، منحوتة بمهارة فائقة في الصخور، كما يمثل نظام الماء المعقد فيها سببا آخر لشهرتها. وقد بقيت هذه المدينة غير معروفة للعالم الغربي حتى عام 1812، حين اكتشفها مكتشف سويسري يدعى يوهان بيركهارت (Johann Burckhardt). اكتشف علماء الآثار حوالي 15% من مدينة البتراء، لكن الباقي منها لم يُكتشف بعد.
وحيث إن هناك حوالي 800 بناء في البتراء، فإن يوما إضافيا سيكون مفيدا بالتأكيد لاكتشاف أفضل للكهوف والجبال. وأشهر بناء في الموقع هو الخزنة الذي بُني في الأصل ليكون قبرا. واشتهر هذا البناء عام 1989 في فيلم “انديانا جونز والحملة الأخيرة” حيث خُبأت الكأس المقدسة.
 إذا كنتم تتوقعون رؤية أناس يعيشون هنا، فلسوء الحظ لن تجدوا. فحتى سنوات عام 1980 كان هناك 400 شخص مازالوا يعيشون في كهوف، ولكن الحكومة الأردنية اتخذت إجراءاتها لتوطينهم في منازل جديدة في وادي موسى القريب، باعطائهم بيوتا مجانية، أو في معظم الحالات بتعويضهم عن إخلاء مدينة البتراء.
ويُمنع بشكل عام دخول المركبات والسيارات إلى المدينة، وعوضا عن ذلك يُسمح بدخول عربات الحصان، والحمير، والجمال. وأوصي انطلاقا من خبرتي بتجنّب عربات الحصان التي يتحكم فيها الأطفال. وفيما يتعلق بالحفاظ على صحتكم، وإبقاء مستوى التوتر منخفضا، أنصحكم بالمشي في المدينة حتى وإن لم تشعروا برغبة في ذلك. وبشكل عام، إذا كنتم تزورون الأردن ولديكم يوم إضافي أو اثنين، فإن البتراء مكان يجب زيارته، وسيُثبت لكم بسهولة أنه تجربة رائعة تستحق كل دقيقة من الرحلة التي تقومون بها إلى هناك.       
هذا المحتوى من : yamsafer.me

via شبكة كيفية http://ift.tt/WIweSY